الآباء يريدون دائماً الأفضل لأطفالهم، ولكن رغم نواياهم الحسنة، يقعون أحيانًا في فخ الدلال! في مقابلة مع موقع FOCUS، تشرح المعلمة والمؤلفة إنكي هامل عن العلاقة المثالية بين الأطفال والوالدين، وتدعو إلى حل وسط صحي بينهما. في كتابها “ليس صارمًا جدًا، وليس قريبًا جدًا”، تصف هامل أسلوب الأبوة والأمومة الذي يعزز الترابط والعلاقة بين الآباء والأطفال مقارنة بالأجيال السابقة. وتحدد التحديات التي ما يزال يتعين على هذا الجيل مواجهتها بتربية أطفاله.
قالت هامل :”من تجربتي الاستشارية وأيضًا من تعاوني مع المعلمين وغيرهم، هو أن الآباء اليوم لديهم وعي جيد بالتعامل مع أطفالهم. ويحاولون أيضًا استغلال الوقت معًا بشكل مكثف للغاية. ورغم ذلك، شعرت أيضًا في العديد من الأماكن أن الآباء كانوا يحاولون التحكم كثيرًا أو المشاركة كثيرًا، وهذا يمكن أن يسلب مساحة الأطفال الخاصة التي يحتاجونها بالفعل”.
الكثير من السيطرة على الأطفال!
لايمكن إدانة الوالدين، ولكن السيطرة تمنحهم الكثير من الشعور بالأمان على أطفالهم. لأنهم هم أنفسهم غير مستقرين بسبب أشياء مختلفة. ولكن في بعض الأحيان يكون هناك الكثير من السيطرة والكثير من الخوف من فقدان شيئًا ما، أو أن شيئًا ما لا يسير على ما يرام.
نصائح
قالت هامل: “في استشاراتي، أركز على الوالدين والطفل في مرحلة النمو. ندرس المهام التي يجب على الطفل التعامل معها. يأتي إلي العديد من الآباء عندما يبلغ الطفل الرابعة من عمره، وتأتي الرسالة الأولى من مكتب المدرسة تطالب بتسجيل الطفل في غضون عامين. يبدأ بعض الآباء بالقلق، متسائلين: لكن طفلي لا يستطيع التركيز جيدًا ولا يجلس ساكنًا بعد – كيف يجب أن يتم تسجيله في غضون عامين؟. عندها ندرك أنه بحلول ذلك الوقت سيكون هناك عامين آخرين، ونرى ما يجب أن يتعلمه الطفل، وما يجب عليه التعامل معه، وما هو الدعم الذي يحتاجه. وأعتقد أنه من خلال هذه المعرفة، يمكن للوالدين تقليل المخاوف والتركيز على ما يجب عليهم فعله الآن، وفهم أن المشاكل التي قد تنشأ بالمستقبل ما يزال من الممكن حلها بشكل جيد”.
متى يُفسد الطفل؟
يمكن أن يفسد الطفل من خلال الدلال الخاطئ. يميل آباء الأطفال الخجولين إلى إضاعة الكثير من الفرص القيمة لأطفالهم. غالبًا ما لا يتحمل هؤلاء الآباء رؤية أطفالهم في مواقف تتطلب تحدياً. وأضافت هامل: “هذا يعتبر تدليلًا سيئًا، حيث إذا تجاوزت حدودي باستمرار وسلبت فرص نمو طفلي، فإنني أحرمه من النمو الصحيح. بدلاً من ذلك، ينبغي علي النظر إلى حالة طفلي وكيف يمكنني مساعدته، وكيف يمكنني بناء جسور له مع الآخرين ليتمكن تدريجيًا من مواجهة هذه التحديات بنفسه”.