الصيف هو موسم البعوض. وما يزيد الوضع سوءاً هو أن بعض المناطق في جنوب ألمانيا تعاني من كميات هائلة من البعوض. بسبب الفيضانات التي ضربت بادن فورتمبيرغ وبافاريا في يونيو/ حزيران الماضي. ولأن البعوض ينجذب إلى الروائح البشرية، هناك احتياطات يجب اتخاذها لتجنب اللسعات. فما الذي يساعد على تجنّب البعوض؟
وفقاً لموقع Tagesschau وNDR يحرص العديد من الأشخاص بشكل خاص على عدم ترك الأضواء مضاءة مع فتح النوافذ والأبواب عند الغسق والظلام. ولكن ليس الضوء هو ما يجذب الحشرات، بل رائحة الناس.
رائحة الإنسان تجذب البعوض
عند البحث عن الدم تستخدم أنثى البعوض في المقام الأول العطور والروائح الأخرى للبحث عن رائحة العرق. كما يجذبهم ثاني أكسيد الكربون. ويوجد ثاني أكسيد الكربون في الزفير، كما يفرزه الجسد عبر الجلد. وهذا يجعل الحماية من الحشرات مهمة صعبة بشكل خاص.
تغطية الرائحة باستخدام طارد البعوض
ولأن البعوض ينجذب إلى الروائح قد يكون من المفيد الاستحمام بمنتجات خالية من العطور للتخلص من أي رائحة عرق محتملة قبل النوم أو في المساء. ويمكن أن تساعد أيضاً بخاخات الحشرات التي تحتوي على المكونات النشطة ثنائي إيثيل تولواميد (DEET) والإيكاريدين. توضع على الجلد لتساعد بإخفاء رائحة جسم الإنسان لبضع ساعات. ومع ذلك يشتبه في أن هذه المواد تلوث البيئة. وهناك بدائل طبيعية مثل الزيوت الأساسية من الحمضيات أو الخزامى أو الأوكالبتوس أو خشب الأرز، تساعد فقط لفترة قصيرة عند استخدامها مباشرة على الجلد. لكنّها يمكن أن تهيج البشرة الحساسة لبعض الأشخاص.
الحماية من خلال الملابس!
الأكمام الطويلة وأرجل البناطيل تصعّب على البعوض مهمة العثور على “الوليمة”، لكنها لا توفر الحماية الكاملة. ولا يمكن إيقاف البعوض بالأقمشة الرقيقة والمنسوجات ذات الشبك الخشن. ويوصى بارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة. كما يوفر قماش المنخل على النوافذ والناموسية فوق السرير وعربة الأطفال، حماية فعالة ضد البعوض في المنزل.
صد البعوض بنباتات معينة
لكنّ رائحة بعض النباتات لها تأثير طارد للبعوض. ويمكن لصندوق الشرفة المزروع أمام النافذة أو الأواني مباشرة على حافة النافذة أو الأغصان في المزهرية أن تبعد تلك الكائنات الصغيرة. كـ الطماطم والخزامى والنعناع البري والزعتر والريحان المناسبين لهذا الغرض.
صنع طارد البعوض
وهناك أيضاً شموع معطرة بالزيوت العطرية في السوق والتي من المفترض أن تبقي البعوض بعيداً. كما يمكن بسهولة صنع طارد البعوض. وأسهل طريقة هي استخدام حاويتين مقاومتين للحرارة بأحجام مختلفة تتناسب بشكل مريح مع بعضهما البعض. ثم توضع أوراق أو فروع النباتات المذكورة في الجزء السفلي من الحاوية الكبيرة. وتوضع شمعة في الحاوية الأصغر. وعند إضاءتها تضمن الحرارة ظهور رائحة قوية. ويعدّ العلاج المنزلي النموذجي هو الليمون والقرنفل.
تجنب المياه الراكدة
أما الماء، في براميل المطر مثلاً، فهو دعوة ترحيب بالبعوض. ليضعوا بيضهم ويتكاثروا بسرعة فيه. ولذلك ينبغي تغطية أسطح المياه. ولا ينبغي أن يبقى الماء في خراطيم الري أيضاً. فبيض البعوض يمكن أن يظل جافاً لعدة سنوات ويحيى بمجرد حصوله على رطوبة كافية.
ملايين اليوروهات لطارد البعوض
لكنّ الأمطار الغزيرة هذا العام تسبّبت بمشكلة كبيرة، فحتى استخدام عوامل المكافحة البيولوجية لا يمكنها منع وباء البعوض الحالي. حيث إن مجموعة العمل البلدية لمكافحة البعوض في نهر الراين الأعلى (KABS) تستثمر خمسة ملايين يورو في طارد البعوض كل عام، بل وتستخدم طائرات الهليكوبتر لنشر عامل مكافحة BTI. لكن هذا العام لا يمكن مواكبة ذلك، وفقاً لـ ديرك رايشل المدير العلمي لـ KABS.
تغير المناخ يعزز انتشار الأمراض
ويشير المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) إلى أن تغير المناخ يشجع الظروف الملائمة لانتشار أنواع البعوض الغازية. وقد زاد خطر تفشي فيروس غرب النيل في أوروبا بالفعل بنسبة 256% مقارنة بالخمسينيات، حسبما كتب الباحثون في “تقرير لانسيت حول الصحة وتغير المناخ” الحالي .
وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدد الإصابات بحمى الضنك آخذ بالازدياد. وأبلغ عن 65 حالة بفرنسا في 2022. لكن بشكل عام، يتأثر جنوب أوروبا على وجه الخصوص بزيادة الأمراض المرتبطة بالحرارة.