منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، والهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ازدادت التقارير عن معاداة المسلمين في ألمانيا. إذ تعرض المسلمون للشتائم والاعتداءات والتمييز في الشارع وفي أماكن عملهم.
ما الذي يعيشه المسلمون بعد 7 أكتوبر؟
تقول ياسمين المنور، الخبيرة الدينية في مؤسسة برتلسمان، إن العديد من المسلمين يشعرون بأن الوضع الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة يتكرر الآن. ففي ذلك الوقت بحسب المنور “تزايدت الضغوط على المسلمين، وتم الطلب منهم اتخاذ موقف”. ويشعر المسلمون بالمسؤولية الجماعية عن الأحداث العالمية المرتبطة ببلدانهم الأصلية. وتشير ياسمين المنور، إلى أنه يُنظر إلى المسلمين في كثير من الأحيان على أنهم إرهابيون ومتطرفون محتملون. وعلى الرغم من إدانة الجمعيات الإسلامية لحركة حماس، لا يزال المسلمون في ألمانيا يتعرضون للتدقيق والتصوير النمطي بشكل غير عادل.
ويمتد تأثير ذلك إلى المدارس، حيث يشعر الأطفال والمراهقون من المجتمعات الإسلامية بالنظرة التنميطية لهم. ويخضعون في بعض الأحيان إلى “اختبارات” أيديولوجية” فيما يتعلق بآرائهم بشأن الصراع في الشرق الأوسط. وقد أدان رئيس المركز الإسلامي الألماني أيمن مزيك هذا النهج، الذي أكد على أن معاداة السامية تتعارض مع المبادئ الإسلامية.
من أين يأتي هذا التعميم بحق المسلمين؟
بحسب المنور، كان هناك منذ فترة طويلة قدر كبير من الشك تجاه المسلمين ودينهم. و “هناك نظرة دونية إلى الإسلام كدين، ويتم النظر إليه على أنه قريب من الإسلاموية والإرهاب. ويفترض البعض أن المسلمين يقبلون التطرف والإرهاب القائمين على أساس ديني”.
من جهته ينتقد الباحث الإسلامي يورن تيلمان هذا النهج ويقول “العديد من المسلمين هم مواطنون ألمان، نشأوا هنا، وذهبوا إلى المدرسة، ويُفرض عليهم الآن أن يدافعوا عن أنفسهم لشيء ليسوا أكثر قدرة على القيام به من السيد مولر الكاثوليكي أو السيدة ماير البروتستانتية”.
ما هي عواقب ذلك على المجتمع؟
يعتقد تيلمان أن هناك خوف، خاصة بين المسلمين الشباب، من أنه ستكون هناك عواقب طويلة المدى إذا شعروا بالوصم والإهانة، وإذا تم تصنيفهم خطأ على أنهم “متفهمون للإرهاب أو متعاطفون مع الإرهابيين”. ويتحدث ديرك هالم من مركز الدراسات التركية عن الانقسام الاجتماعي. ويتم التعبير عن ذلك في معاداة السامية الصارخة والمتفشية بشكل متزايد، ولكن أيضاً في العداء للمسلمين. بدوره دعا الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير مؤخراً الناس إلى طاولة مستديرة للتعايش السلمي بدون معادة السامية والمشاعر المعادية للمسلمين.
من جهته يحذر أيمن مزيك مدير المركز الإسلامي الألماني، من أن الشك العام قد يؤدي إلى عزلة تثير القلق، خاصة بين الشباب. وقد يقع البعض في براثن المتطرفين.