تثير الأحداث الدائرة في قطاع غزة المحاصر والشرق الأوسط بشكل عام قلق الغالبية العظمى من الألمان! لكن التقييمات والآراء تختلف بين سكان البلاد. إذ يعتقد عدد قليل من الألمان أن بلادهم تحمل “مسؤولية خاصة” تجاه إسرائيل!
دعم محدود لإسرائيل!
يرى 35% من الألمان أن لإسرائيل الحق بالتوغل داخل قطاع غزة والتصدي بشدة لحركة حماس لاستعادة أمن البلاد. بينما يعارض 38% تلك الخطوة مفضلين الابتعاد عنها لتجنب الضحايا في صفوف الفلسطينيين وزيادة قوة حركة حماس. يتبنى هذه الموقف خصوصاً النساء والسكان في المناطق الشرقية من البلاد. وتظهر الاستطلاعات أن 37% من السكان في القسم الغربي من ألمانيا و45% من السكان الشرقيين صوتوا لصالح قيام إسرائيل بضبط النفس عسكرياً. ويرغب جزء كبير من السكان بتركيز الاستجابة الألمانية على الدعم الإنساني والجهود الدبلوماسية. ويدعم ثلثي السكان توصيل المساعدات الطبية، ويؤيد 57% منهم دور الوساطة بين الأطراف المتصارعة! ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتضامن مع إسرائيل، يفضل الكثيرون عدم اتخاذ جانب والابتعاد عن الصراع. في حين أن 41% منهم يؤيدون إبداء التضامن مع إسرائيل!
اختلاف بالآراء بين حرب لبنان 2006 وحرب غزة الآن!
عام 2006، عندما توغلت إسرائيل في لبنان لمواجهة حزب الله، كانت درجة التفهم من قبل السكان أقل بكثير مما هي عليه اليوم. في ذلك الوقت، اعتبر فقط 21% من الألمان رد إسرائيل على هجمات صواريخ حزب الله صحيحة، بينما اعتبر 53% أن إسرائيل لا ينبغي أبداً أن تهاجم. وعلى الرغم من تراجع الانتقادات تجاه سياسات إسرائيل منذ حرب لبنان. يزداد الاعتقاد اليوم بأن إسرائيل تستحق دعم ألمانيا. ففي عام 2006، كانت هذه النسبة تبلغ 22%، أما اليوم فتصل إلى 32%. على الرغم من ذلك، فإن هذه النسبة لا تزال منخفضة نسبياً! الأغلبية كانت دائمًا مقتنعة بأن علاقة ألمانيا بإسرائيل خاصة ويجب أن تظل كذلك. ومع ذلك، فإن أقلية تقدر بنسبة 34% ترى أن لألمانيا مسؤولية خاصة تجاه مصير إسرائيل. هذه النسبة تزيد قليلاً فقط عن عام 2006، ولكنها لا تزال ضمن النطاق الضيق الذي تتأرجح فيه منذ أكثر من 30 عامًا.
موقف المستشار الاتحادي يمثل الأقلية فقط!
أما رد فعل الجمهور تجاه تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتس، والتي أكد فيها أنه لا يمكن لألمانيا في الوضع الحالي أن تكون إلا إلى جانب إسرائيل، فإن 31% من السكان يؤيدون هذا الرأي، في حين أن 43% يفضلون الابتعاد شبه التام عن هذا الصراع. وكذلك الحال في الأحزاب السياسية أيضاً، إذ تخالف الأحزاب اليسارية واليمينية تصريحات شولتس وتطالب بالابتعاد عن هذا الصراع. وتوضح الإحصائيات أن 17% من أنصار اليسار و15% من أنصار اليمين فقط يطالبون بالتضامن مع إسرائيل. ويوافق أنصار حزب الخضر على تصريحات المستشار بنسبة أكبر.
هجرة المسلمين هي السبب!
هناك اتفاق بين سكان الشرق والغرب الألماني على أن الحوادث المعادية للسامية تحدث بشكل متكرر أكثر بسبب هجرة المسلمين. 74% من السكان مقتنعون بذلك. وتوضح المظاهرات المناهضة لإسرائيل أيضاً أن التوترات بين أبناء الجاليات المسلمة وإسرائيل تتصاعد بشكل متزايد في ألمانيا. ومع ذلك، فإن السكان منقسمون حول كيفية التعامل مع مثل هذه المظاهرات. فقد صوت 44% لصالح وقف المظاهرات التي تحتفل بهجوم حماس وتحرض ضد إسرائيل. ومن ناحية أخرى، يرى 41% أن حرية التعبير والتظاهر هي الصالح الأكبر ويجادلون بأن التعبير عن الرأي والتظاهرات التي يصعب التسامح معها يجب أيضاً السماح بها طالما لا توجد جرائم جنائية.
المصدر هنا